Dreamsouss
أخـي الزائر/أختـي الزائرة أعضـاء المنتـدى يبذلون مجـهودات كبيرة من أجـل إفادتك .فبادر بالتسجيل لافـادتهم أو لشكرهم.ولا تبـق مجرد زائر فقط

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Dreamsouss
أخـي الزائر/أختـي الزائرة أعضـاء المنتـدى يبذلون مجـهودات كبيرة من أجـل إفادتك .فبادر بالتسجيل لافـادتهم أو لشكرهم.ولا تبـق مجرد زائر فقط
Dreamsouss
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقامات الثورة وأحوال التغيير

اذهب الى الأسفل

مقامات الثورة وأحوال التغيير Empty مقامات الثورة وأحوال التغيير

مُساهمة من طرف anwar 2011-04-18, 10:49



لعل ما يجعلنا اليوم أكثر وعيا بجدوى الثورة وعلى إيمان عميق بضرورتها كحتمية تاريخية، وبأهميتها كحاجة مجتمعية هو قدرتها على تحقيق التغيير الجذري الحقيقي والمنشود الذي ترنو إليه أوسع الجماهير الشعبية المسحوقة للخروج من دائرة التهميش والتفقير، ولعله أيضا ما يجسد هذا الوعي الشقي هو قيمة الثورة في تأجيج النضال السلمي والعقلاني لكي يستفيد الجميع من ثمار الثورة ودون استثناء، فما معنى إذا لثورة لا يكون هدفها الأسمى وغايتها النبيلة الانتصار لخيارات معظم الجماهير الشعبية القابعة تحت هيمنة نظام طبقي بغيض يقتل فيها حقها في الحياة وفي الكرامة! و ما معنى لثورة نخبوية تناضل من خلالها نخب انتهازية بعينها للاستفادة لوحدها من ثمار التغيير والركوب على نضالاتها!

ما من شك أن للثورة مقاماتها ولها مضامينها باعتبارها تشكل منعطفا تاريخيا يهدف إلى إحداث تحول عميق يمس كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحيث تعاد صياغة بناء القناعات الفكرية والأنساق المجتمعية، وهدم كل أصنام مرحلة ما قبل الثورة من مؤسسات مزيفة ونخب وصولية مستفيدة من استمرارية الوضع القائم وأيضا إعلام موجه ممسوخ لا شعبي و لا ديمقراطي، بحيث يرمى بها إلى مزبلة التاريخ وتقوم مقامها سلطة الشعب الحقيقية القائمة على المواطنة الحقة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

وتأسيسا على هذا فإن الثورة ليست فرصة لتحقيق مطالب فئوية ضيقة، وليست فرصة لانتزاع مطالب خبزية بل هي الثورة أعمق من هذا فهي انقلاب في درجة الوعي وفي قواعد اللعبة وأيضا في موازين القوى المجتمعية بحيث تتمخض عن الثورة الحقيقية وقائع مجتمعية جديدة وأنماط علاقات مغايرة يحكمها منطق مختلف وجذري ينبني على أن انتصار الثورة هو انتصار للجميع، وعلى أن ثمار الثورة لابد وأن يستفيد منها الكل وليس ما نشاهده اليوم في مختلف التحركات الاجتماعية والمطلبية في المغرب حيث أن القاسم المشترك بين مختلف هذه التحركات هو الاقتصار على المطالب الفئوية الضيقة لهذه الشريحة الاجتماعية أو تلك وكأن المتضرر من سياسات الإقصاء والتهميش اللاشعبية واللاديمقراطية فئة اجتماعية بعينها وليس عموم الشعب المغربي، وهكذا لو تأملنا بعين فاحصة وعقل متفتح فمقام الثورة الأول لابد وأن ينبني على محبة الخير للوطن وللمواطنين لأنه بالمحبة نستطيع أن نتآلف بل وأن تنتقاسم طموحات وآمال هذا الوطن، وبالمحبة نستطيع أن نعيد هذا الوطن الحبيب إلى سكة النماء والتقدم بعد أن عاث فيه المفسدون واستشرى الفساد، وبعد أن استنزف خيراته ومستقبله مصاصو الدماء من الانتهازيين والوصوليين وبالتالي نضمن بناء مغربي لا طبقي يسع لجميع المغاربة، لا تحتكره أسر أو عائلات بعينها أو يستفرد به أشخاص منعم عليهم وكأنه غنيمة باردة لهم، بل مغربا يتمتع بحداثة سياسية حقيقية تنبني على قواعد متينة عناوينها الأساسية هي العدالة والحق والمساواة ، بيد أن الوصول إلى هذه الغاية لابد وأن يرتكز على النضال السلمي والعقلاني والديمقراطي من أجل مغرب متكافئ حتى لا تتسع الهوة الطبقية داخل المجتمع ويسود الاستغلال، وما دمت أتحدث عن مسألة التكافئ في الحقوق والكرامة والمساواة فإني أشدد هنا على ضرورة وعي الجماهير المتعطشة للتغيير بجميع أطيافها أن للثورة منطقها الخاص به وأبعادها السوسيولوجية المرسومة لها و أيضا لها أحوالها التي تجعل منها طقسا روحيا لاعلان خلاص ذات المجتمع مما كان يسكنها من خوف ورهبة واستكانة، وانطلاقها لمعانقة الحرية و الكرامة، ثم أنه لا كرامة و لا حرية إلا بجعل الثورة رهانا مجتمعيا وشعبيا خالصا يبشر بالإنسان الجديد الذي يناضل ويضحي بدمه ورحه من أجل خلاص المجتمع برمته من الاستبداد والطغيان وليس النضال من أجل مصالح شخصية آنية، وهذا ما نلحظه مثلا في طبيعة نضالات حملة الشواهد العليا المعطلين من أجل الحصول على وظيفة داخل أسلاك الدولة وبالتالي الاستفادة من دورة الاقتصاد الريعي، فلو أن هذه الفئة المثقفة والواعية والتي يراهن عليها الشعب بعدما وصل إلى القناعة النهائية بلاجدوى الأحزاب الانتهازية والنقابات الوصولية أدركت ما معنى الثورة الحقيقية لانخرطت في توعية الجماهير الشعبية وفتح بصرها وبصيرتها على الأشكال السلمية والعقلانية لانتزاع حقوقها لكان ذلك انتصارا عظيما و إنجازا كبيرا سيحسب لهذه الفئة المتحمسة للإصلاح الحقيقي، فالمجتمع لا يتكون بالطبع من حملة الشواهد فقط بل كذلك على حملة السواعد، و أنه لابد من وضع اليد في اليد وتعبئة الجميع للنضال من أجل بناء مغرب ديمقراطي حقيقي لكل الأحرار المغاربة، مغرب العدالة الاجتماعية والمواطنة الحقة و المساواة الحقيقية...
anwar
anwar
عضو
عضو

احترام قوانين المنتدى : مقامات الثورة وأحوال التغيير 221010
عدد المساهمات : 460
نقاط التمييز : 2314
تاريخ التسجيل : 26/01/2011
الموقع : MAROC

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى