المدارس العتيقة
صفحة 1 من اصل 1
المدارس العتيقة
أول مدرسة عرفت في بوادي المغرب الإسلامي,هي مدرسة (أكلو)بضاحية مدينة تيزنيت,وذلك في أواخر القرن الخامس,وربما كانت قبلها مدارس
أخرى,وإن كنا لا نعرفها الآن.ثم تتابعت القرون,والمدارس تتكون في السهول والنجود إلى أن نيفت على مائتين,وهي مدارس شعبية يقوم بها
الشعب بجهوده الخاصة و لم تعرف قط إعانة حكومية,وكثيرا ما تكون في كل قبيلة مدرسة أو مدارس متعددة,إن كانت القبيلة كثيرة الأفخاذ,
فيبتني كل فخذ مدرسته.على حدة.وهذه المدارس تسمى مدارس علمية ليكون فرق بينها و بين مكاتب القرآن التي لا تخلو منها كل قرية و إن صغرت.والمعتاد أن تقوم القرية
بالمسجد الذي يكون فيه المكتب القرآني,فيكون الإمام للصلوات هو المعلم للقرآن دائما,وأجرته على سكان القرية,يعطونه قدرا معلوما من الحبوب و من الصوف و من الزبد
ويزيدون فوق ذلك أن يحرثوا له في أرضهم و يحصدوا له.وأما المؤونة فإنها نهارية على كل دار,غداءا و عشاءا.وهجوريا في الغالب.فهذا هو قانون مساجد القرى
التي تضم مكاتب القرآن.
وأما المدارس التي تقرأ فيها القراءات,أو فنون العلوم,فإن لها نظاما آخر,إذ تشارط القبيلة الأستاذ
الفقيه على أجرة معلومة من محصولهم:حبوبا وإداما,زيتا أو سمنا,أو هما معا,و مؤونة الطلبة تكون من هري المدرسة الذي يجمع فيه ثلث
الأعشار من أصحاب المدرسة,يقف المكلفون بذلك على المحاصيل في البيادر حتى
يؤخذ حظ المدرسة,أويقيد بأنه في ذمة صاحبه,ثم إذا تم الدراس يقع النداء العام,الذي كثيرا ما يكون من سطح المسجد,يجمع ذلك في يوم خاص
يتواعد فيه الناس وسط سوق القبيلة فترى البهائم قوافل إلى المدرسة من كل طريق.ومن ذلك تكون مؤونة الطلبة المرابطين
في المدرسة,ومؤونة أستاذهم.ومفتاح الهري قد يكون في يد الأستاذ,وقد يكون في يد أمين معين.والغالب ان تتخذ
خادم تطبخ للطلبة والأستاذ ما يأكلون في نفس المدرسة,غداءا و عشاءا,و من القليل أن يكون الطبخ مناوبة بين أهل القبيلة,فتأتي
الدار التي فيها النوبة لتأخذ الحبوب من هري المدرسة,فيهيؤوها خبزا أو كسكسا,ثم تأتي به إلى المدرسة.
و أجرة الأستاذ تجمع غالبا من أهل القبيلة خارج ثلث الأعشار وربما يعطاها من هري المدرسة.أما إدارة المدرسة,
و التكلم في شؤون الطلبة,فإنهما في يد الأستاذ الذي يحترم احتراما كبيرا,و هو مفتي القبيلة وقاضيها الطبيعي
محمد المختار السوسي
سوس العالمة" ص154-155"
أخرى,وإن كنا لا نعرفها الآن.ثم تتابعت القرون,والمدارس تتكون في السهول والنجود إلى أن نيفت على مائتين,وهي مدارس شعبية يقوم بها
الشعب بجهوده الخاصة و لم تعرف قط إعانة حكومية,وكثيرا ما تكون في كل قبيلة مدرسة أو مدارس متعددة,إن كانت القبيلة كثيرة الأفخاذ,
فيبتني كل فخذ مدرسته.على حدة.وهذه المدارس تسمى مدارس علمية ليكون فرق بينها و بين مكاتب القرآن التي لا تخلو منها كل قرية و إن صغرت.والمعتاد أن تقوم القرية
بالمسجد الذي يكون فيه المكتب القرآني,فيكون الإمام للصلوات هو المعلم للقرآن دائما,وأجرته على سكان القرية,يعطونه قدرا معلوما من الحبوب و من الصوف و من الزبد
ويزيدون فوق ذلك أن يحرثوا له في أرضهم و يحصدوا له.وأما المؤونة فإنها نهارية على كل دار,غداءا و عشاءا.وهجوريا في الغالب.فهذا هو قانون مساجد القرى
التي تضم مكاتب القرآن.
وأما المدارس التي تقرأ فيها القراءات,أو فنون العلوم,فإن لها نظاما آخر,إذ تشارط القبيلة الأستاذ
الفقيه على أجرة معلومة من محصولهم:حبوبا وإداما,زيتا أو سمنا,أو هما معا,و مؤونة الطلبة تكون من هري المدرسة الذي يجمع فيه ثلث
الأعشار من أصحاب المدرسة,يقف المكلفون بذلك على المحاصيل في البيادر حتى
يؤخذ حظ المدرسة,أويقيد بأنه في ذمة صاحبه,ثم إذا تم الدراس يقع النداء العام,الذي كثيرا ما يكون من سطح المسجد,يجمع ذلك في يوم خاص
يتواعد فيه الناس وسط سوق القبيلة فترى البهائم قوافل إلى المدرسة من كل طريق.ومن ذلك تكون مؤونة الطلبة المرابطين
في المدرسة,ومؤونة أستاذهم.ومفتاح الهري قد يكون في يد الأستاذ,وقد يكون في يد أمين معين.والغالب ان تتخذ
خادم تطبخ للطلبة والأستاذ ما يأكلون في نفس المدرسة,غداءا و عشاءا,و من القليل أن يكون الطبخ مناوبة بين أهل القبيلة,فتأتي
الدار التي فيها النوبة لتأخذ الحبوب من هري المدرسة,فيهيؤوها خبزا أو كسكسا,ثم تأتي به إلى المدرسة.
و أجرة الأستاذ تجمع غالبا من أهل القبيلة خارج ثلث الأعشار وربما يعطاها من هري المدرسة.أما إدارة المدرسة,
و التكلم في شؤون الطلبة,فإنهما في يد الأستاذ الذي يحترم احتراما كبيرا,و هو مفتي القبيلة وقاضيها الطبيعي
محمد المختار السوسي
سوس العالمة" ص154-155"
imazeghn 4ever- عضو
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 370
نقاط التمييز : 1047
تاريخ التسجيل : 26/01/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى